طرد من أمام قبر الرسول والشعراوي أثناه عن الاعتزال .. أسرار الفنان حسن عابدين
شفق بوست – وكالات
تنوعت أدواره بين الأب الحنون والباشا والإنسان المحافظ على القيم، كما أدي الأدوار الكوميدية والتراجيدية كلتاهما بتمكن.
إنه الفنان حسن عابدين صاحب الأعمال المتعددة والتي مازالت راسخة فى أذهان الجمهور.
وستظل جملته الشهيرة “شفيق يا راجل”.. في المشهد الذي جمعه مع الفنان محمد نجم بمسرحية “عش المجانين” من أشهر ما قدمه خلال مسيرته الفنية.
في السطور القادمة سنقدم لكم أسرار من حياة “عابدين” تؤكد أن وراء تلك الكوميديا هدفا استطاع أن يقدمه بإتقان ليرحل بعدها في صمت تاركا أعماله الفنية تتحدث عنه.
نشأته وبداياته الفنية
الفنان حسن عابدين من مواليد 21 أكتوبر لعام 1931 بمحافظة بنى سويف وتعود أصول عائلته إلى شبه الجزيرة العربية.
للفنان حسن عابدين 14 أخا وكان ترتيبه الرابع بينهم، كما أقام والده صالونا سياسيا وثقافيا كل يوم خميس في القرية، لذلك نشأ “عابدين” من محبي الفن .
ظهرت براعة الفنان حسن عابدين بالمرحلة الابتدائية في إتقانه اللغة العربية وفن الإلقاء، وشارك بالتمثيل في فرق المدرسة، وبعد حصوله على الثانوية العامة سعى للحصول علي وظيفة بمحكمة بنى سويف.
لم يستكمل دراسته الجامعية بسبب والده الذي خاف عليه من أن يلتحق بمعهد التمثيل، لذلك استمر في التنقل بين فرق التمثيل التابعة لقصور الثقافة.
حكم بالإعدام
عندما أتم الفنان حسن عابدين عامه الـ 17 عامًا شبت “حرب 48 ” ولذلك سافر إلى فلسطين للمشاركة في المقاومة تحت قيادة البطل أحمد عبد العزيز وقتل مجموعة من الصهاينة ولكن تم أسره وحكم عليه بالإعدام هو والممثل إبراهيم الشامي لكن زملائهم نجحوا في تحريرهم.
وبعد ثورة 1952، انضم حسن عابدين للمسرح العسكري ثم عمل بفرقة يوسف وهبى وشارك في معظم المسرحيات التي قدمتها الفرقة في الخمسينيات، إلا أنه لم يتم تصويرها.
حملات إعلانية
قدم الفنان حسن عابدين حملة إعلانية لإحدى شركات المياه الغازية ورغم نجاح تلك الحملة نجاحا باهرا إلي انه قرر رفض أي إعلانات أخري وخاصة بعدما تعرض لحملة من الانتقاد ويعد الفنان حسن عابدين ثاني فنان يقدم الإعلانات بعد عمر الشريف.
قرار بالاعتزال
عندما كان يؤدي الفنان حسن عابدين مناسك العمرة، وقف يبكي ويدعو الله أمام قبر الرسول فشاهده الحرس وتعرفوا عليه لكنهم أبعدوه قائلين “إنه ممثل” هذا الموقف أثر كثيرا فيه لذلك قرر الاعتزال وكان وقتها يعرض له مسرحية ” عش المجانين”.
وحكي خالد حسن عابدين في إحدى اللقاءات السابقة أن لقاء أبيه بالشيخ الشعرواي كان نقطة فاصلة في عدول الفنان حسن عابدين عن قرار الاعتزال، حيث قال له الشعراوي:”لما أنت والناس الحلوة اللى بتتكلم عن المبادئ يسيبوا الفن أمال الناس تسمع لمين”.
أعماله التلفزيونية
– فرصة العمر عام 1976 مع محمد صبحى وإخراج لينين الرملي.
– الدنيا لما تلف عام 1977 مع فؤاد المهندس وشويكار .
– أبنائى الاعزاء … شكرا عام 1979 مع عبد المنعم مدبولي ويحي الفخراني وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي وأثار الحكيم
– أهلا بالسكان عام 1984 مع حسن مصطفي ونبيلة السيد وميمي جمال.
– أنا وأنت وبابا في المشمش عام 1989 مع فردوس عبد الحميد .
وكان هذا المسلسل هو أخر ما قدمه الفنان حسن عابدين للتلفزيون و يحكي عن موظف حكومي يكتشف وجود فساد في إدارته فيقع ضحية لهؤلاء الفاسدين فتسعى ابنته لإثبات براءته بالتعاون مع العديد من الأصدقاء، والمسلسل من إخراج محمد فاضل.
أعماله السينمائية
كما تألق الفنان حسن عابدين في تقديم الأدوار المختلفة علي شاشة السينما نذكر منها
– ريا وسكينة عام 1983 مع شريهان ويونس شلبي.
– درب الهوى عام 1983 مع مديحة كامل، أحمد زكي، محمود عبد العزيز، يسرا، فاروق الفيشاوي، وشويكار.
– على من نطلق الرصاص عام 1975 مع سعاد حسني ومحمود ياسين.
– عيب يالولو، يالولو عيب عام 1987 مع عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونيللي .
– عنبر الموت عام 1989 مع نور الشريف ويحي الفخراني وكان ذلك أخر الأفلام التي قدمها “عابدين” للسينما.
ويذكر نجل الفنان حسن عابدين في تصريحات سابقة له أن والده ندم علي دوره في فيلم “درب الهوى” وأن المخرج حسام الدين مصطفى زاره فى البيت وجاء ومعه نسخة من الفيلم أعطاها لى قبل دخوله إلى والدي في غرفته الخاصة وبعد قليل سمعت صوت أبى عاليا ومنفعلا يقول للمخرج: «أنا استأمنتك وأنت غير أمين على مستقبلي الفني»، وطرده من البيت، وخرج أبى وأنا أشاهد الفيلم وطلب منى الشريط وكسره بيده من شدة الانفعال، وألقاه فى سلة المهملات.
أعماله المسرحية
كانت بداية الفنان حسن عابدين في المسرح لذلك استمر في إمتاعنا بأدواره الساخرة علي خشبة المسرح طوال مشواره الفني ومنها
– نرجس مع سهير البابلي.
– عش المجانين مع محمد نجم، ليلى علوي، وميمي جمال.
– ع الرصيف مع سهير البابلي، حسن حسني، وأحمد بدير.
– الرعب اللذيذ مع هالة فاخر، محمود الجندي.
وكانت آخر أعماله علي خشبة المسرح مسرحية ” بولوتيكا “، إخراج جلال الشرقاوي، وقام ببطولتها حسين الشربينى، ووحيد سيف، وفؤاد خليل.
وفاته
في هدوء توفى الفنان حسن عابدين في 6 نوفمبر عام 1989، عن عمر يناهز الـ 58 عام، بعد صراعه الطويل مع مرض سرطان الدم الذي لم يستطع أن يسلبه يوما ابتسامته التي اعتادنا عليها حتى أخر يوم وبعد أن قدم أكثر من 100 عملا ما بين التلفزيون والمسرح والسينما .
