الفنانة برلنتي عبد الحميد.. حياة صاخبة مابين الفن والسياسة..تزوجت بالمشير عبد الحكيم عامر وتحولت حياتها لمأساة بعد وفاته

الفنانة برلنتي عبد الحميد.. حياة صاخبة مابين الفن والسياسة..تزوجت بالمشير عبد الحكيم عامر وتحولت حياتها لمأساة بعد وفاته
شفق بوست – فريق التحرير
تميزت أدوارها بالفتاة الجامحة والجريئة التي تسعي وراء تحقيق أحلامها مهما كلفها الأمر، أنها الفنانة برلنتي عبد الحميد.
حصرها المخرجين في تقديم أدوار الإغراء، وذلك لجمالها المميز، وساعدتها ملامحها الفاتنة علي أداء الأدوار التي توقع فيها الرجال للاستيلاء علي ثرواتهم، حتى أن النقاد وصفوها بمنافسة هند رستم في الإغراء.
38 عاما هو سنوات عملها في المجال الفني قبل اعتزالها الفن نهائيا بعد أن قدمت العديد من الأفلام المتميزة.
“زمان بوست” سيعرض لكم في السطور القادمة مقتطفات عن الحياة الصاخبة التي عاشتها الفنانة برلنتي عبد الحميد.
بداياتها الفنية
اسمها الحقيقي “نفيسة” وولدت في حي السيدة زينب بمحافظة القاهرة يوم 20 نوفمبر لعام 1935.
بعد حصول الفنانة برلنتي عبد الحميد علي دبلوم التطريز تقدمت إلى معهد الفنون المسرحية والتحقت بقسم النقد.
لكن الفنان زكي طليمات والذي كان رئيس الأكاديمية آنذاك أقنعها بأن تلتحق بقسم التمثيل في المعهد وتخرجت من المعهد العالي للتمثيل.
كان أول أدوار الفنانة برلنتي عبد الحميد علي خشبة المسرح في مسرحية “الصعلوك” مع الفنان بدر نوفل.
وشاركت في العديد من المسرحيات بعد انضمامها لفرقة المسرح الحديث، ومنها مسرحية “قصة مدينتين”.
انطلاقة سينمائية
رشحت الفنانة برلنتي عبد الحميد للمشاركة في فيلم “شم النسيم” مع رشدي أباظة عام 1952 وكانت تلك أول ظهورها سينمائيا.
ثم اختارها المخرج صلاح أبو سيف في فيلم “ريا وسكينة” مع الفنان إسماعيل يس لتكون محطة انطلاقها نحو النجومية والشهرة.
حيث كان الفيلم بمثابة البداية لتعريف الجمهور وصناع السينما علي موهبتها أكثر، لتتوالي بعد ذلك الترشيحات السينمائية.
قدمت الفنانة برلنتي عبد الحميد حوالي 32 فيلم ومسلسلين تلفزيونيين وبعض المسرحيات أثناء دراستها بمعهد فنون مسرحية.
زيجاتها
زواجها الأول كان من المنتج محمود سمهان الذي قيل أنه انتحر بسببها ،فقد كان عاشقا لها وكان يريدها أن تترك الفن لغيرته عليها، لكنها رفضت وقامت “برلنتي” بتطليق نفسها منه، حيث كانت تمتلك العصمة بيدها، ولم يستطع “سمهان” تخيل حياته بدونها، فقام بقطع شرايينه.
أما المشير عبد الحكيم عامر والذي يعتبر من أهم رجال مصر في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فقد أغرم بالفنانة برلنتي عبد الحميد وقرر أن يتزوج منها على الرغم من معارضة البعض لذلك الزواج، لتكون تلك زيجاتها الثانية.
وتزوجت منه في 15 مارس 1965 وأثمر الزواج عن ولدهما “عمرو” الذي يعمل دكتور تحاليل حاليا، مبتعدا تماما عن الوسط الفني والسياسي واعتزلت الفن لمدة عشر أعوام وهي بعمر ال 29 عاما.
حكايتها مع المشير
وقد عاشت الفنانة برلنتي عبد الحميد حياة صعبة بعد وفاة زوجها المشير عبد الحكيم عامر، حيث كان معاشها قليلا جدا لكنها أصرّت على العمل والعيش بالقليل من المال.
لذلك كانت عودتها إلي الوسط الفني من خلال فيلم”العش الهادئ” عام 1974 مع محمود يس وسمير غانم.
ولقد انفردت مجلة «صباح الخير» عام 1977 بنشر مذكرات تضمت فصلا كاملا يتحدث عن زواج المشير عبد الحكيم عامر من الفنانة برلنتي عبد الحميد وردود أفعال عبد الناصر على هذا الزواج.
وتقول المذكرات :لما علِم جمال عبد الناصر بخبر الزواج بعدها بشهور، سأل عبد الحكيم عن أخباره الشخصية، وأنكر عبد الحكيم وجود أية أخبار شخصية، فأعطى عبد الناصر لعبد الحكيم منشورًا كُتِب بخط اليد يتكلم عن زواج فنانة مشهورة قائلًا له: “كنت أتمنى أن يكون الخبر غير صحيح وما كنت أتصور أن أكون آخر من يعلم
فرد عبد الحكيم وقال كل الحكاية أنني استعملت حقي في الزواج.. فأنا رجل مسلم وديني يسمح بذلك، والشرع يسمح بأكثر من واحدة مُعلِقًا: أنا لم أقل لك حتى لا تزعل مني، وأنا تزوجتها ليس لجمالها ولكن لأنها أغنتني عن صداقة الرجال بصراحتها وخفة دمها.
وتعتبر الفنانة برلنتي هي الزوجة الثانية بعد زواجه الأول من السيدة زينب ابنة عمه، والتي أنجب منها ثلاثة أبناء وأربع بنات.
وقد أصدرت كتابا حول هذا الزواج بعنوان (المشير وأنا) ونشر عام 1993 وتحدثت فيه عن زواجها وما تعرض إليه من اعتقال وتشهير وتعذيب في مبنى المخابرات.
كما أصدرت عام 2002 كتابا آخر بعنوان (الطريق إلى قدري.. إلى عامر) وتقول أنه أفضل توثيقا من كتابها الأول.
حيث قامت بتوثيق أسرار هزيمة يونيو 1967 فيه معتمدة على وثائق مهمة للغاية، احتاجت إلى 700 صفحة لتدوينها.
وهو كتاب استغرق مجهوداً هائلاً، وسافرت من أجله إلى الولايات المتحدة، إذ اطلعت على وثائق خطرة في مكتبة الكونغرس، بعكس كتابها الأول الذي كتبته على عجل بسبب ما كانت تعيشه من ظروف محيطة بها.
أعمالها السينمائية
من اشهر أفلام الفنانة برلنتي عبد الحميد فيلم “سر طاقية الإخفاء” مع عبد المنعم إبراهيم وزهرة العلا وتوفيق الدقن 1959، و”رنة الخلخال” مع شكري سرحان ومريم فخر الدين عام 1955.
وفيلم”الشياطين الثلاثة” عام 1964، بطولة رشدي أباظة وأحمد رمزي وحسن يوسف.
فيلم “درب المهابيل” عام 1955 مع شكري سرحان وعبد الغني قمر.
فيلم”فضيحة في الزمالك” عام 1959 مع محسن سرحان وعمر الشريف.
فيلم “سلطان” بطولة فريد شوقي ورشدي أباظة ومن إخراج نيازي مصطفى وأنتج عام 1958.
فيلم”سمراء سيناء” عام 1959 مع يحي شاهين وكوكا.
فيلم” إسماعيل يس في متحف الشمع” عام 1956 مع إسماعيل يس وعبد الفتاح القصري.
وكان آخر أفلام الفنانة برلنتي عبد الحميد المعروضة سينمائيا فيلم “جواز في السر” عام 1988 وقامت فيه بدور المعلمة أنصاف وشاركها في بطولته الفنان سعيد صالح وأسامة عباس.
أعمالها التلفزيونية
قدمت الفنانة برلنتي عبد الحميد في التلفزيون المصري عملين فنيين هما مسلسل “حارة الشرفا” عام 1988 مع عبد الله غيث وعفاف شعيب.
ومسلسل “مخلوق اسمه المرأة” عام 1990 مع فاروق الفيشاوي وشهيرة وكان هذا المسلسل أخر ما قدمته في مسيرتها الفنية حيث اعتزلت نهائيا وتركت المجال الفني وارتدت الحجاب حتى توفيت عام 2010.
وفاتها
توفيت الفنانة برلنتي عبد الحميد في اليوم الأول من ديسمبر عام 2010 بعد وعكة صحية دخلت علي أثرها مستشفي القوات المسلحة وتوفيت عن عمر يناهز 75 عاما.
وقد تم تجسيد شخصيتها مرتين في الأعمال الفنية،المرة الأولى أدتها الفنانة غادة عبد الرازق في فيلم “جمال عبد الناصر” سنة 1999، أما المرة الثانية فقد قدمتها الفنانة درة في مسلسل “صديق العمر” سنة 2014.