مشاهير

انتحر أحباءها فلحقت بهم.. وحرمت من الأمومة فعانت من الوحدة.. أسرار وكواليس الشهرة والألم لأيقونة الغناء الفنانة داليدا

انتحر أحباءها فلحقت بهم.. وحرمت من الأمومة فعانت من الوحدة.. أسرار وكواليس الشهرة والألم لأيقونة الغناء الفنانة داليدا

شفق بوست – وكالات

تعتبر الفنانة داليدا واحدة من أهم أيقونات الغناء في العالم أجمع، فقد استطاعت أن تصل بصوتها لمختلف الجنسيات.

ورغم رحيلها منذ 35 عاما الا انها مازالت خالدة بتراثها الغنائي حتي الان ، ولم يأتي أحدا بعدها شبهها في قوة صوتها وتميزه.

لكن رحلتها الي الشهرة لم تكن مفروشة بالورود بل تخللتها الكثير من المأسي والفراق لكل من احبتهم حتي لحقتهم.

“زمان بوست” ستستعرض معكم أسرار وكواليس في حياة ابنة شبرا المطربة العالمية داليدا.

نشأتها

الفنانة داليدا ولدت باسم “يولاندا كريستينا جيجليوتي” وتاريخ ميلادها هو  17 يناير 1933 بحي شبرا في القاهرة.

وكان أبويها من المهاجرين، وتعود أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.

كانت عائلتها مسيحية كاثوليكية تقليدية وتتكون من 3 أبناء، كانت هي الفتاة الوحيدة بين صبيين.

والدها Pietro كان موسيقيّاً معروفاً في مصر، وعازف الكمان الرّئيسي في أوبرا القاهرة.

كانت الفنانة داليدا تعاني في طفولتها من الحول بعينيها مما سبب لها العديد من المشكلات النفسية فيما بعد حتي أجرت 3 عمليات جراحية.

بعد وفاة والدها إثر إصابته بجلطة دماغية، اصبحت الظروف المعيشية صعبة فأخذت دروسًا لتتعلم استخدام الآلة الكاتبة وعملت سكرتيرة في شركة أدوية.

بداياتها الفنية

بدأت الفنانة داليدا حياتها الفنية بالمشاركة في مسابقة (Miss ondina) وفازت بها عام 1951.

كما حصلت علي لقب ملكة جمال مصر عام 1954.

نظرًا للشبه الكبير بينها وبين هيدي لامار بطلة “SAMSON & DALILA”، اختارت يولندا اسم داليلا كاسم فني، ولكن تغيّر لاحقًا ليصبح داليدا.

بداية التمثبل

كانت الفنانة داليدا قد أشتركت في بداياتها الفنية في افلام مصرية ككومبارس صامت كان اولها فيلم “الظلم حرام” و”ارحم دموعي” عام 1954.

وفي نفس العام وصل فريق أمريكي لتصوير فيلما في مصر يحمل عنوان The Story of Joseph and His Brethren بطولة الممثلة الأمريكية جوان كولينز، فتم اختيار داليدا كدوبلير للممثلة الامريكية.

ثم تحولت الي اداء دور صغير في فيلم “سيجارة وكأس” عام 1955 مع سامية جمال وكوكا، وبعده  اتخذت قرارًا بالسفر إلى باريس لبداية نشاطها الفني هناك.

بداية فرنسية غنائية

عندما سافرت الفنانة داليدا الي فرنسا شاركت في عدة أفلام فرنسية كممثلة ولكن فيما بعد اقتنعت بالتخلي موقتًا عن حلم التمثيل واتجهت الي الغناء، بعدما أقنعها مدرب الصوت رولاند برجر بقوة صوتها.

وحجز لها في فندق صغير ، وكان في الغرفة المجاورة النجم المغمور حينها آلان ديلون، وبدأت مسيرتهما الفنية معًا.

بدأت داليدا الغناء بالكباريهات الفرنسية، وقدمت مجموعة من الأغنيات بلهجات مختلفة.

وقد قدمت الفنانة داليدا طوال مسيرتها الفنية أكثر من 1000 أغنية بتسع لغات مختلفة، منها العربية والإيطالية، والفرنسية، واليابانية والإنكليزية.

وكانت من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا عام 1978.

أعمالها السينمائية

قدّمت الفنانة داليدا 12 فيلمًا مابين فرنسي ومصري لكن أشهرها في العالم العربي فيلم “اليوم السادس” عام 1986 مع المخرج الراحل يوسف شاهين.

حياتها العاطفية

“كنت أنا المرأة العاشقة تغار من داليدا المغنية التي جعلتني في كل مرة، أفوت فرصة بناء حياتي كما أريد”، هذا ما قالته الفنانة داليدا في إحدى مقابلاتها، عند حديثها حول فشل علاقاتها العاطفية.

فقد تزوجت الفنانة داليدا من “Lucien Morisse”  المدير الفني لإذاعة Europe1 ولكنهما انفصلا عن بعضهما بعد زواج دام عدة أشهر فقط وبعد سنوات قليلة من الانفصال توفي لوسيان بعد أن اطلق النار على نفسه عام 1970، بعد فشله بزواجه الثاني.

وفي عام 1967 احبت الفنانة داليدا المغني الإيطالي “Luigi Tenco” ودعمته ليصبح نجمًا، لكنّ الفشل طرق بابه بعد مشاركته بمهرجان سان ريمو  فانتحر بمسدسه في أحد الفنادق.

ومن المحزن  أنّ داليدا كانت أول من رأى جثته ممددة ومغطاة بالدماء، عندما ذهبت لتواسيه بعدم نيله التقدير في المهرجان والذي شاركا فيه سويا.

وبعد تخطيها حزنها، دخلت الفنانة داليدا في علاقة بطالب إيطالي يدعي “لوسيو” عمره 22 عاماً، وحملت منه ولكنها أجهضت الجنين خوفًا على مستقبلها الفني، مما سبب لها العقم وحرمها من الأمومة طوال حياتها فأزداد إكتئابها

وفي عام 1972 قابلت الفنان الفرنسي ريشارد شانفريه، وجمع بينهما الحب والصداقة لمدة تسع سنوات، ولكنهما انفصلا وذهب كل منهما في طريقه، ولكنها في عام 1982 علمت بخبر وفاته منتحراً بسبب تراكم الديون عليه.

فقد أغلق عليه هو وصديقته السيارة وتركا العادم يتسرب إليهما، وهذا الخبر جعلها تصاب بالاكتئاب الشديد، وجعلها تفكر في الانتحار.

وايضا في بداية السبعينيات ارتبطت بالشاب مايك برانت ودعمته، حتى صار مغنياً معروفاً، لكنه هو أيضاً انتحر في أبريل من العام 1975.

علاقات غير مستقرة

دخلت الفنانة داليدا فى الكثير من العلاقات العاطفية غير المستقرة مع فني صوت ومحام وطيار مصرى وأخيراً مع فرانسوا الطبيب الفرنسى المعروف، والتي أصابتها بأكتئاب شديد لتخليه عنها.

كما انها دخلت في علاقة مع الفيلسوف والكاتب أرنو ديجاردان، لكنهما انفصلا سريعا لأنه كان متزوجاً.

قصة حب سرية

في نهاية السبعينيات، عاشت الفنانة داليدا قصة حب سرية مع القيادي فرانسوا ميتران، الذي أصبح لاحقاً رئيساً للجمهورية الفرنسية، والذي تعرفت عليه عندما غنت في حفلا لأعضاء الحزب الاشتراكي.

وقد تحدثت عن تلك العلاقة صديقة داليدا “جاكلين بيتشال” والتي أصدرت عام 2007 كتاب “داليدا، كنت تناديني بأختك الصغيرة”.

أما أورلاندو، شقيق داليدا الأصغر ومدير أعمالها لم يؤكد ولم ينف وجود علاقة غرامية بين داليدا وميتيران. وقال في إحدى المقابلات، “إن هذه القصة تخص شخصين فقط وبصراحة لست قادراً على الإجابة على هذا السؤال”.

وتحكي صديقتها أن الفنانة داليدا كانت فرحة وسعيدة بتلك العلاقة  إلى أن بدأت تأتيها مكالمات مجهولة، وكتابات غريبة على الجدران، وتجد رسائل مهينة في حديقتها، ففضلت الابتعاد قليلا والانطلاق بجولة فنية في الخارج.

ولم تستمر قصتهما طويلاً ، حيث طلب ميتران من داليدا في رسالة، ألا تذكر قصتهما علناً، حتى لا تؤذي حياته المهنية. الأمر الذي جرح داليدا كثيراّ.

الحياة لم تعد تحتمل

في النهاية قررت الفنانة داليدا اللحاق بكل من أحبتهم، وأقدمت على الانتحار ايضا بتناول جرعة زائدة من الأقراص المهدئة فى 3 مايو 1987 عن عمر 54 عاما.

وذلك بعد أن تركت رسالة الي جمهورها كتبت فيها “سامحوني الحياة لم تعد تحتمل”، ودُفنت في مقبرة مونمارتر باريس.

وقد كشف “أورلاندو” شقيق الفنانة داليدا خلال مقابلة اجريت معه سابقا في مجلة “Télé-Star” الفرنسية.

قائلا: “كانت شقيقتي تعيسة. فقد كانت دائماً مريضة عندما كانت صغيرة. ولاحقاً بدأت المآسي المتتالية في حياتها. ثمة أمور عدة دفعتها إلى الإقدام على ما لا يمكن التراجع عنه”.

واضاف أن حالتها انقلبت رأساً على عقب بعد فشل علاقتها الأخيرة مع الطبيب “فرانسوا نودي” فقال: “كانت تلك النقطة التي أدت إلى فيضان الكوب. أرادت أن تترك صورة جميلة عنها، صورة تعبر عن مجدها… إنه خيار داليدا الدائم”.

ويذكر ان الفنانة داليدا حاولت الانتحار للمرة الأولى بعد انتحار حبيبها المغني لويجي تانجو، ومكثت فى المستشفى لمدة 5 أيام، وخضعت بعدها لعلاج نفسى لعدة شهور.

جوائز

حصلت الفنانة داليدا على عدد ضخم من الجوائز، أبرزها الأسطوانة الماسية، التي كانت أول من ينالها.

كما حصلت علي تكريم من الجنرال الفرنسي ديغول بإعطائها حيث اعطاها لقب (La Medaille de la Presidence de la Republique) أو ميدالية رئاسة الجمهورية بسبب أدائها الرائع وصوتها المميز.

وبعد وفاتها كرمتها الحكومة الفرنسية بأن وضعت صورتها على طابع البريد عام 2001.

كما أُقيم لها تمثال بحجمها الطبيعي على قبرها عام 2001 تخليدًا لذكراها وتقديرًا لمشوارها الفني الناجح.

وقد قدمت سيرة حياتها في العديد من الأعمال الفنية ومنها مسرحية solitudini عام 1999، وكذلك فيلم تليفزيوني عام 2005 من جزأين.

وفي عام  2007 احتفلت العاصمة الفرنسية باريس بمرور 20 عاماً على وفاتها حيث اقامت  معرضاً يضم ملابسها وصورها.

في مونمارتر، حيث عاشت داليدا في منزلها، أُطلق على الساحة إسم “ساحة داليدا” مع تمثال نصقي من البرونز.

وإعتادت داليدا ارتياد مطعم Le Moulin De Galette، بالقرب من منزلها، خاصة يوم السبت. فقام صاحب المطعم بالكتابة على طاولتها “هذا المكان لن ينساكِ”.وذلك وفاء لذكراها.

يذكرا أنه منذ فترة طويلة كان قد تم الإعلان عن بدء تحضير الفنانة بشرى لتجسيد شخصية المطربة العالمية داليدا من خلال عمل درامى، ولكن المشروع توقف نتيجة ما لحق العالم من تداعيات للجائحة.

سمي بالمضحك الحزين ودخل والده السجن.. قصة حياة الفنان إسماعيل ياسين وجوانب هامة في حياته

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى