مشاهير

اكتئاب ومحاولة انتحار فاشلة.. دور وطني بحرب الاستنزاف.. وشهامة مع “القصري” بأخر أيامه.. مواقف في حياة الفنانة نجوي سالم

اكتئاب ومحاولة انتحار فاشلة.. دور وطني بحرب الاستنزاف.. وشهامة مع “القصري” بأخر أيامه.. مواقف في حياة الفنانة نجوي سالم

شفق بوست – وكالات

فنانة خفيفة الروح، وصاحبة ابتسامة مميزة ورغم هذا لم تحصل على المكانة التي تستحقها..أنها الفنانة نجوي سالم.

أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمته من أعمال فنية مختلفة.

فقد تميزت بمهارتها في تجسيد أنماط مختلفة من الشخصيات بصورة كوميدية، كالفتاة الطيبة الساذجة والشابة الدلوعة أو المرأة اللعوب.

واليوم سيكون لقاءنا مع أسرار ومواقف ومحطات هامة في حياة نجمة الكوميديا الفنانة نجوى سالم.

نشأتها

اسمها الحقيقي نظيرة موسى شحاته أو “نينيات شالوم” وهي من مواليد 17 نوفمبر 1925 بالقاهرة.

كان والديها من أصول يهودية وحصلا على الجنسية المصرية، فوالدها لبناني ووالدتها إسبانية.

لم يكن لها حظ في استكمال تعليمها بعد أن نالت الشهادة الابتدائية، نظرا لتعثر أحوال أسرتها المادية.

فوالدها لم يكن تاجرا مثل بقية اليهود، بل كان عاملا في ورشة أحذية لا يملك سوى قوت يومه، مما دفع زوجته لأن تساعده في تدبير المعيشة فعملت في التصميم الحريمي بمحلات “شيكوريل”.

بداياتها الفنية

لعبت الصدفة دوراً كبيراً في دخول الفنانة نجوي سالم مجال التمثيل، حيث كان بيتها مجاوراً لمكتب متعهد الحفلات المشهور فيتسايون.

وفي يوما ما أحضر لأسرتها، تذاكر مسرحية «حكاية كل يوم»، وبعد انتهاء العرض طلبت من الريحاني الالتحاق بالفرقة، فرفض لصغر سنها فقد كانت في الثالثة عشر من عمرها.

لكنها استمرت في زيارته، حتى ألحقها كهاوية، ثم منحها اسم «نجوى سالم»، وكان أول أعمالها مسرحية ” استنى بختك”.

وشاركت مع فرقة نجيب الريحاني بأدوار صغيرة وثانوية حتى أصبحت بطلة بالصدفة أيضا أمامه.

بطولة بالصدفة

جاءت مشاركة الفنانة نجوي سالم بالبطولة المطلقة أمام نجيب الريحاني، حينما مرضت بطلة الفرقة الفنانة ميمي شكيب وذلك قبل حفل افتتاح أحد العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة.

فحدثت مشكلة كبيرة وضعت الفرقة في حرج، وكاد “الريحاني” أن يقرر إلغاء حفل الافتتاح، ولكن أحد العاملين بالفرقة اقترح عليه إعطاء الفرصة لنجوى سالم.

وبالفعل نجحت في أداء الدور مما أسعد “الريحاني” وأصبحت بذلك إحدى نجمات الفرقة، ومن أشهر الأدوار التي قدمتها بفرقة الريحاني دور بنت “كوهين” فى مسرحية “حسن ومرقص وكوهين” عام 1960.

أعمالها المسرحية

بعد رحيل الريحاني استمرت الفنانة نجوى سالم في العمل مع المبدع بديع خيري، وبالفعل شاركته في عدة مسرحيات خلال فترة الستينيات.

ومنها مسرحية “إلا خمسة، أه لو كنت حليوة، 30 يوم في السجن” وغيرها.

إلا أن خلافا قد حدث بينهما كانت نتيجته أنها تركت الفرقة وعملت مع عدة فرق آخرى وكانت البداية بانضمامها إلى فرقة “المسرح الكوميدي”.

وقدمت من خلاله عدة مسرحيات ناجحة من أهمها (أصل وصورة، لوكاندة الفردوس، إزاي ده يحصل).

فرقتها الخاصة

قامت الفنانة نجوى سالم بتأسيس فرقتها المسرحية الخاصة باسم “المسرح الساخر” عام 1970.

وقدمت عروضها على مسرح “ليسيه الحرية” بباب اللوق، واستمرت لمدة ثلاث سنوات (1970: 1973).

ثم تعرضت لضائقة مالية وأنتهت العروض ليصبح عام 1973 هو أخر ما ستقدمه في مسيرته الفنية.

ومن أشهر المسرحيات التي قدمتها (موزة وثلاث سكاكين، حاجة تلخبط، صاحبة العصمة، صديقي اللص، ممنوع لأقل من ثلاثين ) والتي شارك في بطولتها العديد من كبار الفنانين.

 كما يحسب للفرقة منحها الفرصة لبعض الوجوه الجديدة الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك ومن بينهم (محمد صبحي، محمد نجم، محمد أبو الحسن، مظهر أبو النجا، حياة قنديل، سهير توفيق).

أعمالها التلفزيونية

مع نشأة التلفزيون قدمت الفنانة نجوي سالم في مسلسل «مذكرات زوجية»، و«غارة زوجية» وأخرهم «العابثة» عام 1962.

أعمالها السينمائية

كان أول أفلام الفنانة نجوي سالم السينمائية فيلم “أحلام الشباب” عام 1942، لتقدم بعد ذلك فيما يقرب من 25 فيلما.

ومنها فيلم «ملك البترول»، و«حياة عازب»، «غرام وانتقام»، وأخرهم فيلم «جواز في خطر» عام 1963.

زيجاتها

وقعت الفنانة نجوى سالم في حب نجيب الريحاني ليكون أول حب في حياتها.

وعلى الرغم من أن الريحاني يكبرها بعدة سنوات إلا أنه قرر الزواج منها، وتم الاتفاق على تحديد موعد الزواج.

ولكن مرض الريحاني قبل الزفاف بيومين ثم توفي، ويقال أنه طلب منها الزواج بشرط أن تعتزل التمثيل، فرفضت قائلة إنها تزوجت المسرح ولا تستطيع الجمع بين زوجين في آن واحد”.

ثم تزوجت الفنانة نجوى سالم من الناقد الفني عبدالفتاح البارودي عام 1970 ولم يتم الإعلان عن زواجهما وعاشا معا 17 عاما حتى توفيت.

وفاتها

رحلت الفنانة نجوي سالم في 19 مارس 1987 عن عمر يناهز الـ 62 عاماً.

وقد أوصت بأن تدفن في القاهرة وبالفعل تم تنفيذ وصيتها ودفنت في مقابر البساتين.

ويقال أنها عانت من الأكتئاب قبل وفاتها لقلة عملها حيث كانت أخر أعمالها عام 1973.

اسلامها ومساندة زملائها

اعتنقت الفنانة نجوى سالم الاسلام عام 1960،وكانت دائما سندا لزملائها الفنانين فى المحن.

وبالأخص الفنان عبدالفتاح القصرى خلال محنته الأخيرة بعدما فقد بصره وذاكرته واستولت زوجته على كل أملاكه وأجبرته على تطليقها.

فعندما علمت الفنانة نجوى سالم بما حدث اصطحبت الفنانة مارى منيب لزيارته وناشدت محافظ القاهرة لمنحه شقة، بعد تصدع المنزل الذى كان يعيش فيه.

كما أحضرت له تليفزيون هدية من صلاح عامر رئيس مؤسسة السينما ليرفه عن نفسه، وقادت حملة تبرعات لعلاجه، وظلت بجانبه حتى رحيله.

وقبل رحيله أوصاها على شقيقته بهية فكانت خير معين لها، وقامت بدفنه مع شقيقته وأربعة رجال آخرين فقط.

أعمال الخير

عرفت الفنانة نجوي سالم بإسهاماتها الكثيرة في مجال الأعمال الخيرية، ومن بينها قيامها بدعوة عدد كبير من مرضى المستشفيات الخيرية لمشاهدة المسرحيات التي تقدمها فرقتها.

وكذلك تنظيمها لجولات فنية لتقديم عروض فرقتها ببعض المستشفيات بالأقاليم للترفيه عن مرضاها.

حرب الاستنزاف

وللفنانة نجوي سالم عدة مواقف وطنية لا تنسى، ومن أهمها مبادرتها بتقديم عدة عروض مع فرقتها على الجبهة في منطقة “قناة السويس” بعد نكسة 1967، وذلك للمشاركة في الترفيه على الجنود أثناء مرحلة “حرب الاستنزاف”.

ولهذا فقد تم منحها “درع الجهاد المقدس” تقديرا لدورها الوطني الكبير عام 1978 من قبل الرئيس السادات.

كما حرصت الفنانة نجوى سالم  بعد نصر أكتوبر على توجيه الدعوة لمجموعات من أبطال الحرب وبعض الجرحي لمشاهدة مسرحيتها “ممنوع لأقل من 30”.

وكانت تقف كل ليلة مع أعضاء فرقتها ليبادروا باستقبال الضيوف من أبطال “نصر أكتوبر” بالزهور والتحية.

اكتئاب وانتحار

كانت المرة الأولي عندما توفيت والدتها عام 1966،فقد كانت بمثابة صديقة لها فانهارت وتتداعت نفسيتها.

وهنا قررت أن تتخلص من الآلام مرددة أن لا حياة بدون أمها، وقررت الانتحار، وابتلعت كمية من الأدوية حتى تقضي عليها وتموت.

لكن القدر أنقذها، وفشلت محاولتها في الانتحار ونقلت إلى “دار الشفاء” لإسعافها، وبعدها قرر الأطباء ضرورة نقلها إلى مستشفى بهمان للأمراض النفسية والعصبية في حلوان.

وهناك مكثت فترة حتى تم علاجها من الاكتئاب وتكفلت الدولة بعلاجها، من خلال صندوق معاشات الفنانين، لذا حرصت على التبرع له بعدما عاودت العمل حتى يكون عونا للفنانين الآخرين.

حاز على جائزة أفضل فنان في الشرق الأوسط وحصدت أعماله ملايين المشاهدات .. أبرز المعلومات عن الفنان محمد حماقي!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى