انهارت مسيرتها بعد اعتقال زوجها ووفاته الغامضة في لندن.. ساعدتها “ام كلثوم” واختار “النابلسي” اسمها الفني.. وانهي الدجالين حياتها بالزيبق الأحمر رغم نصيحة “الشعراوي”..قصة حياة الفنانة مها صبري

انهارت مسيرتها بعد اعتقال زوجها ووفاته الغامضة في لندن.. ساعدتها “ام كلثوم” واختار “النابلسي” اسمها الفني.. وانهي الدجالين حياتها بالزيبق الأحمر رغم نصيحة “الشعراوي”..قصة حياة الفنانة مها صبري
شفق بوست – وكالات
عاشت حياة مأساوية بعد أن تركت عالم الغناء والتمثيل حيث قدّمت عددًا من الأعمال الفنية التى تُعد علامة فى تاريخ السينما المصرية.. انها الفنانة مها صبري.
وقد اشتهرت بجمالها الجذاب وصوتها العذب وخفه الظل ومن اشهر اغانيها “ماتزوقيني ياماما” وهي من أشهر أغنيات الأفراح المتبقية حتي الأن والتي قامت بغنائها وظهرت كعروس مرتديه فستان زفاف في فيلمها “منتهي الفرح”عام 1963.
ومع ذلك لم تنل نفس حظ زميلاتها في هذا التوقيت وكان رصيدها الفني لا يتجاوز الـ 21 فيلما سينمائيا ومسلسل واحد فقط.
كما ان حياتها لم تسير علي مايرام بعد عدة نكبات وازمات لتلجأ في نهاية الأمر للدجالين والذين كان سببا في وفاتها.
وفي السطور القادمة “زمان بوست” ستعرفك أكثر عن اهم المحطات والكواليس في حياة الفنانة مها صبري وخلال مسيرتها.
نشأتها وبداياتها الفنية
ولدت الفنانة مها صبري في يوم 22 من شهر مايو لعام 1932 في حي باب الشعرية، واسمها الحقيقي زكية فوزي محمود.
وكانت بداياتها الفنية عام 1959 من خلال فيلم “عودة الحياة” مجسدة دور البطولة امام الفنان احمد رمزي وقدمت ايضا في نفس العام فيلم “حسن وماريكا” مع اسماعيل ياسين وفيلم “أحلام البنات” بترشيح من المنتجة ماري كويني.
وذلك بعد ان سمعتها تغنى فى برنامج على الناصية بالاذاعة المصرية ويقال ان الفنان عبد السلام النابلسى رفض التمثيل امامها في فيلم “احلام البنات” الا بعد تغيير اسمها من زكية فوزى محمود والذي وصفه بالاسم البلدى الى مها صبرى .
واشتهرت الفنانة مها صبري بأغنية “امسكوا الخشب ياحبايب ” وكانت أول الحان الموسيقار عمار الشريعى واغنية الأفراح “ماتزوقينى ياماما.. قوام ياماما” التى أصبحت ومازالت تيمة الأفراح حتى الآن كما غنت للأطفال أغنية “كتكت كتاكيتو”.
أعمالها الفنية
شاركت الفنانة مها صبري في عدد من الأفلام السينمائية مع كبار النجوم وهما “لقمة العيش، حب وعذاب، حب وحرمان، أنا العدالة، حلوة وكدابة، حكاية غرام، اسماعيل يس في السجن، بين القصرين، منتهي الفرح، تنابلة السلطان، القاهرة في الليل، حكاية العمر كله، العمر أيام، دنيا، السكرية، كباريه الحياة، الحياة نغم”.
ويذكر أن الفنانة مها صبري قد شاركت في عمل درامي وحيد وهو مسلسل “ناعسة” عام 1970 مع صلاح قابيل كما شاركت في المسلسل الأذاعي “أمطار الربيع”.
وكان أخر أعمالها الفنية مشاركتها في فيلم “ياما أنت كريم يارب” مع فريد شوقي ونور الشريف وبوسي عام 1983.
حياتها الزوجية
يقال ان الفنانة مها صبري قد تزوجت عدة مرات وكانت اولي زيجاتها وهي بسن صغير من رجل يفوقها عمرا وكان يحبها كثيرا وعاشا معا لمدة عامين فقط، وأنجبت ابنها الأول مصطفى، ثم انفصلا عن بعضهما.
ثم تزوجت من تاجر وهو والد ابنتيها نجوى وفاتن، لكنها تطلقت منه أيضا، ثم تزوجت المرة الأخيرة من اللواء علي شفيق.
وكان اللواء علي شفيق يشغل مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر وقد بدأت الحكاية في إحدى حفلات النصر ببورسعيد عام 1956 فأعجب بها اللواء وقرر إقامة علاقة عرفية معها لكنها رفضت وطلبت منه الزواج رسميًا.
وقد وافق على الطلب لكن اشترط أيضا أن تترك “مها” الفن وهكذا استمر الزواج وعاشا سويا حياة أسرية هادئة أنجبت خلالها ابنها أحمد.
وبقيت الأمور بينهما مستقرة حتى حدث الانسحاب في يونيو 1967 واتهم زوجها اللواء علي شفيق بالوقوف وراء الهزيمة.
وبعد وفاة المشير أصبح الوضع سيئًا للغاية بالنسبة لعلي شفيق وكذلك للفنانة مها صبري حيث وجدت نفسها في ظروف حياتية قاسية بعد ان تم القبض على زوجها ودخل المعتقل ولم تجد أحدًا يقف بجانبها سوى أم كلثوم والتي أعادتها للغناء.
ومع وفاة الزعيم جمال عبد الناصر خفت الأوضاع قليلاً وبدأ زوجها بالعمل في التجارة حتى جاء في عام 1977 للفنانة مها صبري عرض مغري للغناء في ملهى ليلي بلندن.
وفي نفس الوقت بدأ علي شفيق العمل في تجارة السلاح لكن القدر قضى بأن كل شيء ينتهي في قلب العاصمة البريطانية لندن حيث عثر على جثة زوجها “علي شفيق” في شقته بدون معرفة من خلف مقتله الغامض.
وبعد مقتل زوجها حاولت العودة إلى الحياة الفنية لكنها باءت بالفشل فاعتزلت نهائيا واعقب ذلك معانتها من قرحة بالمعدة.
رحيلها بالزيبق الأحمر
رحلت الفنانة مها صبري اثر تعرضها لغيبوبة كبدية في يوم 16 ديسمبر لعام 1989 وذلك عن عمر يناهز الـ 57 عاما.
ويقال انها في أخر ايامها وبعد مرورها بعدة ازمات في حياتها طرقت أبواب المشعوذين، للوقوف على ما أصابها من نكبات، ومنها إصابتها بمرض في الكبد وعلاجها من قرحة المعدة.
وبناء على نصيحة الدجالين، الذين لجأت إليهم الفنانة مها صبري، وبناء على نصيحة جارتها، تناولت أعشابًا تعرف باسم “الزيبق الأحمر”، الأمر الذي أدخلها في غيبوبة كبدية، وتسبب في نهاية الأمر بوفاتها.
وتحكي ابنتها انها عندما علمت بالأمر استعانت بالشيخ محمد متولي الشعراوي، الذي نصح الفنانة مها صبري بالتوقف عن الاستعانة بالدجالين ولكن كان قد فات الأوان.
وعندما واجهت الفنانة مها صبري الدجالة التي كانت تلجأ إليها هددتها كما أجبرتها على توقيع شيك بعشرين مليون جنيه، لتسوء حالتها الصحية وتفقد كل ثروتها وترحل عن عالمنا.