انسـ.ـحاب منافس “بشار الأسد” من انتخابات الرئاسة المزعومة بسبب فضيـ.ـحة جنـ.ـسية

انسـ.ـحاب منافس “بشار الأسد” من انتخابات الرئاسة المزعومة بسبب فضيـ.ـحة جنـ.ـسية
شفق بوست – متابعات فريق التحرير
أجبـ.ـرت صور جنـ.ـسية، تقصدت مخابرات الأسد نشرها للمرشح للرئاسة السورية “محمود مرعي”، أجبـ.ـرته على الانسـ.ـحاب من المنافسة الوهمية بعد دقائق من إعلان المحكمة الدستورية العليا قبول طلب ترشحه للانتخابات المزعومة.
وذكرت صفحات إعلامية أن المرشح المذكور انسحب من منافسة الأسد، بعد انتشار فيديوهات وصور فاضـ.ـحة له في أحد الفنادق، وهو عارٍ بشكل كامل.
ونشر الكاتب والناشط السوري، مشعل العدوي، مقطعًا مصورًا، تحدث فيه عن قيام مخابرات الأسد بتوكيل ميس كريدية، بمهمة تصوير مرعي عدة صور جنـ.ـسية منذ العام 2016، أي منذ اختياره من قبل النظام ليكون أداته فيما يسمى المعارضة الداخلية.

وأضاف العدوي أن نشر تلك الصور في هذا التوقيت هو أمر مدروس من قبل مخابرات النظام، لإبقاء الأسد بدون منافسين
إذ كيف للنظام الذي يُجري دراسات أمنية عن أصغر موظفيه أن تفوته قضية دراسة أمنية لمرشح الرئاسة.
وكان رئيس المحكمة الدستورية العليا محمد جهاد اللحام، أعلن أمس الاثنين، قبول أسماء ثلاثة مرشحين لمسرحية الانتخابات
وهم محمود أحمد المرعي، وبشار الأسد، وعبد الله سلوم عبد الله، وذلك بعد رفض بقية المترشحين، لعدم توفر الشروط.
بعد إغلاق باب الترشح نظام الأسد يشن حملة اعتقالات ضد عوائل المرشحين
يبدو أن مسرحية الأسد الانتخابية، ستحمل في طياتها سيناريوهات متنوعة، ولا تقتصر على إبراز سيناريو كوميديا الترشح فحسب، بل هناك للترهيب مقعداً محجوزاً.
طابور المرشحين الذي تخطى الأربعين، سيكون أمام مشاهدٍ صادمة لمن يخالف قوانينها، التي فرضها الأسد، وما أدراك ما تلك القوانين التي لا يُسمح بموجبها تخطي الدكتاتور.
سيناريو الاعتـ.ـقال والترهيب
جهاد الشخير ابن قرية الصبيخان شرقي دير الزور، والذي يُعتبر من أحد المرشحين للمسرحية الانتخابية، وإن صح التعبير فهو المرشح الأول الذي بدأت بحقه تجربة سيناريو الترهيب من قبل الأسد.
وقالت مصادر محلية لموقع “شفق بوست”: إن مجموعاتٍ تتبع لأمن نظام الأسد، أقدمت على مداهمة عدداً من منازل أقارب المرشح جهاد الشخير، في قرية صبيخان.
وأضافت المصادر أن الأمن قام بتخريب أثاث المنازل وترويع ساكنيه، فضلاً عن اعتقاله لعددٍ من الشبان ممن تربطهم صلة قرابة بالشخير.

وأشارت إلى أن الأمن اعتقل الشبان على الرغم من أنهم ليسو مدنيين، إنما جلهم ينتمون لميليشـ.ـيا “لواء القدس” التابع لإيران، والفيلق الخامس المدعوم روسياً.
وتأتي تلك الإجراءات، وحملة الاعتـ.ـقالات بعد ساعات من إعلان ترشح الشخير، الحاصل على إجازة في الحقوق، والمعين كعضواً في ما يسمى بمجلس الشعب، بموجب مرسوم صادر عن بشار الأسد.
إيقاف الترشح بعد 50 مرشحاً
أعلن ما يسمى بمجلس الشعب التابع لنظام الأسد، عن إغلاق باب الترشح لمسرحية الانتخابات الرئاسية،
المقررة في السادس والعشرين من مايو المقبل، وبحسب المجلس فإن عدد المرشحين لتلك الكوميديا كما وصفها الرأي العام،
قد وصل إلى 51 مرشحاً، وعلى رأسهم بشار الأسد و 7 نساء، وكان رئيس المجلس “حمودة صباغ” قد أعلن عن فتح باب الترشح لمنصب الرئاسة،
في التاسع عشر وحتى الثامن والعشرين من شهر أبريل الحالي، ويشترط قانون الانتخابات الذي فرضه الأسد، أن يحصل المرشح على موافقة خطية بواسطة 35 عضواً في مجلس الشعب،
حتى يتم قبول ترشحه، شريطة ألا يؤيد العضو أكثر من مرشحٍ واحد.
تفسير النظام لكثرة المرشحين
أصبح طابور المرشحين للانتخابات المزعومة، والذي تجاوز الخمسين مرشحاً، التريند الذي أثار السخـ.ـرية في أوساط رواد السوشيال ميديا، وأعطى للمسرحية زخماً كوميدياً أوسع.
إلا أن نظام الأسد بدأ يفسر الزيادة العددية كما يطيب له، ويرى فيها مثالاً للديمقراطية والحرية السائدة في سوريا،
ودليلاً على نزاهة ومصداقية انتخاباته التي قاطعها المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد قال أمين سر مجلس الشعب “سلوم السلوم”: إن ازدياد عدد المرشحين ظاهرة صحية وإيجابية،
والمتقدم بطلبه يشارك بعملية ديمقراطية، سواءً تم قبوله أو رفضه، على حد زعمه.
وأضاف السلوم أن ذلك يدل على ثقة السوريين بالدستور والدولة، ونزاهة تلك الانتخابات ومصداقيتها، ومنافياً لكل تصريحات الدول الغربية حول عدم شرعيتها.
وأشار إلى أن هذا الاستحقاق هو قرار وطني وسيادي، تتجلى فيه كل معالم الحرية والديمقراطية والشفافية، على حد تعبيره.
إلا أن إعلامي النظام والمعروف بتأييده له، نشر عبر حسابه في فيسبوك، منشوراً سخر فيه من ذلك الاستحقاق قائلاً: “51 مرشحاً .. أنتم فهمانين الديمقراطية غلط”.
دعوة لمواكبة المسرحية
دعا مجلس الشعب دولاً عربية وأجنبية، لمواكبة سير الانتخابات الرئاسية المزعومة، وذلك خلال منشورٍ له عبر معرفاته الرسمية، في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال المجلس: إن الدول التي ستُدعى لمواكبة الانتخابات، هي الجزائر وموريتانيا وسلطنة عمان، وحلفاء الأسد روسيا والصين وإيران.
إضافةً لكلاً من دول أرمينيا وفنزويلا وكوبا وبيلاروسيا والإكوادور، فضلاً عن جنوب إفريقيا وبوليفيا ونيكاراغوا.
رفض غربي للمسرحية
جددت دولاً غربية عدة رفضها للاعتراف بانتخابات نظام الأسد، مؤكدةً على أنها لا تتمتع بالنزاهة والمصداقية، وتفتقد للشرعية لعدم خضوعها لإشراف أممي.
وقالت ممثلة بريطانيا لدى الأمم المتحدة “سونيا فاري”: إن الانتخابات في ظل غياب بيئة آمنة ومحايدة،
في جو من الخوف الدائم، لا تضفي شرعية سياسية، وإنما تظهر ازدراء بالشعب السوري.
وفي ذات السياق، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة “نيكولا دي ريفيير” خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن سوريا: إنّ بلاده لن تعترف بأي مشروعية للانتخابات التي يعتزم النظام إقامتها.
وأضاف: إنّ الانتخابات ستنظّم تحت رقابة النظام فقط، من دون إشراف دولي وفق القرار 2254، وبدون مشاركة ملايين السوريين في دول اللجوء.
من جهتها جددت الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أوربية أخرى رفضها أيضا الاعتراف بشرعية الانتخابات التي سيجريها نظام الأسد.
أما روسيا وكما هو معتاد، دافعت عن الانتخابات قائلةً: من المحزن أن بعض الدول ترفض الفكرة نفسها لهذه الانتخابات وأعلنت بالفعل أنها غير شرعية.
تُجدر الإشارة إلى أن نظام الأسد أعلن أول أمس الأربعاء، عن إغلاق أبواب الترشح لمنصب الرئاسة، بعد وصول عدد المرشحين إلى 51 شخصاً، وعلى رأسهم بشار الأسد.