
من أوائل المساندين للثورة السورية واعتـ.ـقلته قوات النظام من داخل منزله .. ما لا تعرفه عن الفنان محمد آل رشي وحقيقة تبرؤ والده منه
شفق بوست – فريق التحرير
محمد آل رشي, من الفنانين السوريين المشهورين, وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1994.
والده الفنان الراحل الكبير عبد الرحمن آل رشي والذي توفي عام 2014 بعدما أثرى الشاشة الدرامية بعشرات الأعمال.
بدأ محمد آل رشي مسيرته الفنية منذ عام 1991 عقب مشاركته في مسلسل “أيام الخوف, وكانت انطـ.ـلاقته الحقيقية بشخصية “عبد الحميد السراج” في حمام القيشاني.

ومع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011, اتخذ محمد آل رشي موقفاً منـ.ـاهضاً لنظام الأسد ومؤيداً للمطالب الشعبية.
وخرج آل رشي في عدد من التظاهرات المناوئة للنظام, ليبادر الأخير باعتقاله من داخل منزله وأمام أسرته.
وبعد خروجه بفترة قصيرة من السـ.ـجن, آثر آل رشي مغادرة سوريا حفاظاً على حياته وأسرته من تهـ.ـديـ.ـدات الموالين.
نبذة عن حياة محمد آل رشي:
ولد الفنان محمد آل رشي في حي ركن الدين الدمشقي عام 1970 لعائلة كردية, ووالده الفنان الراحل عبد الرحمن آل رشي.
عقب نيله الشهادة الثانوية, التحق آل رشي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج منه عام 1994.
وكان مشروع تخرجه عرض “خادم سيدين” بإشراف الفنان جمال سليمان, بينما ضمت دفعته عدد من الفنانين منهم “حلا عمران, سمر كوكش”.
حياته الشخصية:
تزوج الفنان محمد آل رشي من سيدة من خارج الوسط الفني, ورزق منها بابنتين وهما “جودي, ورد”.
ويعيش آل رشي حاليا في مدينة مرسيليا الفرنسية والتي اختارها لوجود عدد من الأصدقاء المقربين منه.
موقفه من الثورة السورية:
وقف الفنان السوري محمد آل رشي موقفاً واضحاً وصريحاً من الحراك الشعبي في سوريا عام 2011.
وشارك آل رشي في عدة مظاهرات مناوئة لنظام الأسد في العاصمة دمشق, وأبرزها كانت مظاهرة حي القابون في يوليو 2011.
وهتف آل رشي خلال التظاهرة “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد” كأول موقف يعلنه ممثل سوري بهذه القوة.
وقوبل هتاف آل رشي خلال المظاهرة بعاصفة من التصفيق وترديد الهتاف ورائه.
اعتقال محمد آل رشي:
بعد مظاهرة حي القابون, داهم الأمن السوري منزله الكائن في دمشق مرتين متتاليتين.
في المرة الأولى لم يجدوا آل رشي في المنزل, وارتبطت هذه الواقعة بصوت ابنته جودي الذي وصله مرتجفاً.
وقالت جودي لوالدها وهي بحالة خوف شديد عن وصول العشرات من عناصر الأمن بعتادهم الكامل وهم يبحثون عنه.
وفي المرة الثانية اعتقلته قوات النظام واقتادته لأحد الأفرع الأمنية, وعن تلك الوقعة قال آل رشي:
“اعتقلت لمدة ثلاثة أيام, لم أتعرض خلالها لما تعرض له المعتـ.ـقلون السوريون, إلا أن هذه التجربة تركت بالغ الأسى”.
وتابع آل رشي حديثه “تجربة بشعة بكل تفاصيلها, وأبشع ما فيها أنهم اعتقـ.ـلوني أمام بناتي وزوجتي وما زالت تعابير وجوههم الخائفة يومها عالقة في ذاكرتي لغاية اليوم”.
مغادرة محمد آل رشي سوريا:
بعد خروجه من المعتـ.ـقل, قرر الفنان محمد آل رشي مغادرة سوريا حفاظاً على حياته وحياة عائلته.
واختار آل رشي العاصمة اللبنانية بيروت كمحطة أولى له, علها تكون وطناً بديلاً عن وطنه سوريا.
إلا أن أمل آل رشي خاب تماماً في لبنان, وعن ذلك قال آل رشي “كنت أتخيل أنه من الممكن لبيروت أن تصبح مدينتي بعد دمشق”.
وتابع آل رشي بالقول “لكن أملي خاب فيها, ليس بسبب أهلها, بل بسبب السياسة التي حصرت الناس هناك بممرات ضيقة وبشعة, انقسام اللبنانيين مؤلم ومحزن, نحن لدينا ديكتاتور وهم لديهم عشرات الديكتاتوريين”.
وانتقل بعدها آل رشي من بيروت إلى مدينة مرسيليا الفرنسية, حيث استقر وعائلته في المدينة التي يعيش بها عدد من أصدقائه.
لاحقته شائعة تبرؤ والده منه ولم يتمكن من حضور جنازته:
بسبب مواقفه الثورية, ومواقف والده المساندة لنظام الأسد, تعرض الفنان محمد آل رشي لشائعة تبرؤ والده عبد الرحمن منه.
وقد نفى محمد آل رشي الشائعة تماماً مصرحاً “تلك رواية عارية عن الصحة أطلقها النظام أو ربما شبيحته كأداة للضغط علي ومحاولة إذلالي حينها”.
وفي عام 2014, وعقب وفـ.ـاة والده عبد الرحمن في العاصمة دمشق, لم يتمكن من حضور جنازته أو الأخذ بعزائه.
وخشي محمد آل رشي من التوجه إلى سوريا للمشاركة في مراسم عزاء والده نتيجة التهـ.ـديدات من نظام الأسد باعتـ.ـقاله بسبب مواقفه الثورية.
نشاطاته خارج سوريا:
ابتعد الفنان محمد آل رشي عن التلفزيون والسينما نوعاً ما عقب مغادرته سوريا, إلا أن المسرح لم يفارقه.
في عام 2018 شارك آل رشي بمشروع حمل عنوان “أرابيسكا تياترن”, في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وطرح مدير المشروع على آل رشي إنجاز لوحات تمثيلية توعوية للاجئين السوريين في أوروبا.
وقدم آل رشي لوحة بعنوان “ملك الاندماج”, وتناولت عدة أحداث مر بها السوريون في أوروبا.
ومن القضايا المطروحة, قصية أبو مروان الذي قتل زوجته وظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ذات الوقت تظهر في اللوحة شخصية أحد السوريين الذين يدعون للاندماج في المجتمع الأوروبي, ويتبين أنه أول من يخرق القوانين.