
مواقفه الثورية حرمته من ميراث أبيه واختـ.ـطافه كان سبباً بإعلان انشقاقه .. مقتطفات من حياة الفنان “عامر سبيعي” وأبرز الأغانيه الثورية
شفق بوست – فريق التحرير
عامر سبيعي, فنان سوري شهير, من عائلة فنية عريقة, والده الفنان الراحل “رفيق سبيعي” المعروف ب فنان الشعب.
وشقيقه الممثل والمخرج المعروف “سيف الدين سبيعي” وشقيقه الآخر المخرج بشار سبيعي.
لعب سبيعي العديد من الأدوار الهامة خلال مسيرته ومنها دور أبو نيزك في عمل البيئة الشامية “الدبور”.

مع اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011, أيد الثوار السوريون المطالب الشعبية ولكن دون إعلان موقفه.
خشي سبيعي من ردة فعل نظام الأسد وبطشه, إلا أن حادثة اختطافه عقب ذلك من قبل جبهة النصرة غيرت مجرى حياته.
وحاول الفنان الراحل تغيير موقف والده بعد ذلك والذي كان مؤيداً لنظام الأسد دون أن ينجح في مبتغاه.
وغاب اسم سبيعي الابن عن نعوة أبيه الذي توفي بعده, وهو ما برره سيف الدين بأنه لوفاة الابن قبل أبيه.
وفي ذات العام أعلن شقيق عامر سبيعي وهو المخرج المعارض بشار سبيعي بأن والدهم حرمه وأخيه من الميراث بسبب مواقفهما الثورية.
نبذة عن حياة عامر سبيعي:
ولد الفنان السوري عامر سبيعي في مدينة دمشق عام 1958, من عائلة فنية, فوالده الفنان الراحل رفيق سبيعي.
وأشقائه الممثل والمخرج المعروف سيف الدين وأخاه الآخر المخرج بشار سبيعي.
قدم الفنان الراحل عامر سبيعي خلال مسيرته الفنية أكثر من 30 عملاً فنياً تنوعت بين السينما والتلفزيون.
ومن أبرز أعمال سبيعي كانت “قوس قزح, تمر حنة” عام 2001, وعام 2007 شارك في عمل البيئة الشامية “الحصرم الشامي”.
وأبرز أعماله كانت بدور “أبو نيزك” في عمل البيئة الشامية “الدبور”, وآخرها كانت عام 2013 في “زمن البرغوت”.
موقفه من الثورة السورية:
أيد الفنان الراحل عامر سبيعي الثورة والثوار السوريين منذ بدء الاحتجاجات السلمية عام 2011.
إلا أن موقفه كان صامتاً ومن خلف الستار, خوفاً من بطش النظام السوري به وبعائلته كونه لا يفرق بين ممثل أو غيره.
وعن موقفه قال سبيعي في أحد لقاءاته “أنا بدأت ثورتي عندما قدمت استقالتي من المسرح العسكري عام 1984, وهنا كان خياري بالابتعاد عن الدولة وما يتعلق بها”.
وأضاف سبيعي “عندما اشتعلت الثورة السورية المباركة أيدتها ولكن من خلف الستار حرصاً من بطش النظام, فأنا اعتبر نفسي منشقاً عن هذا النظام منذ ثلاثين سنة وعندما خرجت من البلد فقط أعلنت انشقاقي”.
اختطافه كان سبباً في إعلان موقفه الثوري:
تحدث الفنان الراحل عامر سبيعي عن حادثة اختطافه من قبل جبهة النصرة المعارضة لنظام الأسد.
وصف سبيعي الحادثة بأنها إشارة من الله عن وجوب التحاقه بالثورة ونفض غبار الخنوع عنه.
بعد اختطافه سبيعي, تم الإفراج عن عامر سبيعي عقب وساطات من قبل فصائل الجيش الحر التي أكدت أن سبيعي فنان معارض للأسد.
وبعد خروجه من الاختطاف, تقدم سبيعي بالشكر لجبهة النصرة التي كانت سبباً وفق حديثه في اتخاذ قرار الانشقاق والالتزام بعبادة الله.
أغانيه الثورية:
ألف الراحل عدداً من الأغاني الداعمة للثورة السورية, كونه كان مقيماً في مدينة حرستا بالغوطة الشرقية.
وعاش سبيعي أحداث القصف والمداهمات التي تعرضت لها المنطقة, ومن أبرز أغانيه الثورية نذكر:
“يا غوطة الشام اشعلي, الويل الويل, عالقبلة”, والأخيرة من كلماته وألحانه وأغانيه, وفي إحدى أغانيه وصف “حسن نصر الله” ب “الزميرة”.
ومن أبرز أغانيه كذلك “دبحوا الولد”, والتي أهداها للطفل الشهيد “حمزة الخطيب” والذي قتل تحت التعذيب مع أول أيام الثورة السورية.
شيخ الشباب:
لقب عرف به الفنان السوري الراحل عامر سبيعي بين أوساط السوريين, وكان سبيعي يوزع الحلوى على المتظاهرين في مدينة حرستا.
ولقب “شيخ الشباب” لقب دمشقي يقال على سبيل التعظيم, وقد جسده الراحل في بعض أدواره التاريخية التي حكت بطولات الدمشقيين.
وكان سبيعي وفق كلام الفنان المعارض نوار بلبل عنه “ودوداً دخل قلوب السوريين بموقفه من الثورة, بسيطاً لا يبحث عن النجومية, وقريبا من وجع البسطاء”.
خالف والده وشقيقه:
خالف الفنان الراحل عامر سبيعي موقف كل من والده رفيق وشقيقه سيف الدين, واللذان بقيا في دمشق وأيدا نظام الأسد.
وحاول الفنان الراحل تغيير موقف والده وشقيقه من نظام الأسد, دون أن ينجح بمبتغاه لتحدث القطيعة بينهم.
وأكد عامر سبيعي أن والده لم يتصل به للاطمئنان عليه بعد إطلاق سراحه من قبل عناصر النصرة.
وفي عام 2017 توفي والده الفنان رفيق سبيعي عقب وفاته بعامين, والمفاجئ عدم ظهور اسم عامر سبيعي على ورقة النعوة.
وقد برر الفنان سيف الدين عدم وجود اسم أخيه عامر على ورقة نعوة والده هو لوفاته قبله وليس لأي سبب آخر.
حرمانه من الميراث ثمناً لمواقفه الثورية:
بتاريخ 7 آب عام 2017 خرج المخرج السينمائي “بشار سبيعي” وهو شقيق عامر والمعارض مثله لنظام الأسد بتصريح مفاجئ.
بشار قال بأنه والدهما رفيق حرمهما من الميراث بسبب مواقفهما المؤيدة للثورة السورية والمناوئة لنظام الأسد.
وفاة عامر سبيعي:
بتاريخ 19 تشرين الأول عام 2015, فجع السوريون عامة والثوار منهم على وجه الخصوص بخبر وفاة الفنان الثوري عامر سبيعي.
سبيعي توفي في إحدى مشافي العاصمة المصرية القاهرة إثر أزمة قلبية حادة تعرض لها.
وقد ووري جثمان سبيعي في مقبرة واقعة غرب العاصمة المصرية القاهرة, بينما حلم بالعودة والموت في مدينته دمشق.
نعاه العديد من الفنانين السوريين:
وقد نعاه عدد من الفنانين والمخرجين السوريين المعارضين لنظام الأسد, ومنهم المخرج هيثم حقي.
حقي قال بأن موت سبيعي كان مفاجئاً وغير متوقعاً, واصفاً إياه “بصاحب الشخصية المميزة والدمشقي التقليدي”.
وأضاف حقي بأنه يحترم سبيعي كثيراً, وخاصة بعدما خرج عن مسار أبيه, رغم صعوبة الأمر عليه.
ومن جهتها نعت الفنانة السورية الثائرة يارا صبري الفنان الراحل عامر سبيعي بكلمات مؤثرة قائلة:
“تعبتك الغربة يا شيخ الشباب.. ما في كلام يعزي.. يا عامر.. حضن الوطن ما كان حنون عليك.. ما ضمك وإنت عايش ولا عطاك يلي بتستحقه.. نام يا ابن البلد.. غمض عيونك ونام وضلك احلم بشامنا الحلوة.. بالنوفرة وسوق الحميدية وياسمين أبيض متل قلبك.. احلم بالحرية صافية نقية”.
وكتب الفنان عبد الحكيم قطيفان في رثاء سبيعي “لا أعرف بأية عبارات مخنوقة وعاجزة ومحبة سأنعيك يا أبو رفيق.. يا شيخ الشباب وخادم الأوادم.. يا صديق الغربة والإحباط والخيبات.. يا رفيق الأماني العريضة والآمال الكبيرة بوطن حر وإنساني.. يا الله كم أنا حزين بفقدك.. عزائي الصادق لأهل بيتك ومحبيك. لروحك الرحمة والسلام”.
ولفت الفنان المعارض نوار بلبل إلى أن الفنان الراحل “زف إلى مثواه الأخير كالشهداء, واعداً أن ينقل جثمانه إلى سوريا بعد انتهاء الثورة ليرقد في مقبرة الشهداء”.
واقتصرت كلمات الفنان المعارض جمال سليمان على “عامر السبيعي, يا ابن البلد الطيب, وداعاً”.